سيدتي أنت ظالمه
حينما طرد الله إبليس من الجنة
كان قد اقترف خطئا لا يغتفر
تخيل انه يستطيع أن يغير أقدار خالقه
وملهمه وربه ومعبوده
تخيل انه يملك اتخاذ القرار ونسى انه مخلوق
فطرده ربه من الجنة
ولكنه هناك في الأرض يعيش.. ويعيث فسادا ..
فالجنة للأتقياء والمخلصين
نقوم نحن البشر في الأرض مقام الله
فنطرد من نشاء من رحمتنا
ناسين أو متناسين أننا لسنا آلهة
ولا نملك قدرات الله العظيم القادر والعليم والعالم والخبير
والعارف لخفايا الأنفس ولخبايا الصدور
فيكون حكمنا ظالما على إبليسنا الذي اخترعناه
وجعلناه على شاكلة الشيطان….
أُخْرُجْ من جنتنا....... لكن …
لأننا بشر لنا أهوائنا ورغباتنا
ولأننا لا نملك صفة العليم والعالم والخبير
ولأننا أيضا لا نملك ملكة السيطرة على أنفسنا
وعلى انفعالاتنا طول الوقت
نعيد إبليسنا إلى الجنة مرة أخرى
وعند أول منعطف نتصور فيه انه ربما أخْطأَ..
نطرده من رحمتنا مجددا … وهكذا
وذلك نتيجة لتصور واهم يعترينا في لحظه ضيق فنقوم بقياس بعض تصرفات ذلك المطرود من الجنة…
قافزين على كل أحكام العقل المستلب نتيجة الغضب ..
مهمشين كل آليات المنطق والتروي …
غير آبهين بأية أعذار قد يسوقها ..
كل هذا لأننا فقط كنا غارقين في لجة من الغضب
مستخدمين أدوات غير دقيقة لقياس تصرفاته…
فتخرج علينا النتائج لتقرر في حزمٍ…
هيا أخرج… مجددا من الجنة
وهكذا ندور في حلقة إنسانيه بحته
تتراوح بين الغباء والغفلة
بين التعقل والتهور بين الخير والشر
فتكون أحكامنا غير دقيقة تفتقر إلى المنطق والوعي..
فضلا على أن نتائجها ربما تكون مدمرة
لسنا آلهة…
ولا نملك معرفة ما في الصدور…
والمعايير التي نستند عليها نحن
تستند على جدار من الغضب
كم نحن ظالــــــــــــــمون