الجنة هى الاخر
تجتاحنا موجات من الحب
فنشعر بأن من نقابله في حياتنا هو منتهى أملنا في الحياة ،
أو على الأقل هو شيء جميل و مُجَمِّلٌ لها.
وفى طريقنا للحفاظ عليه، ربما نعبر عن مشاعرنا بإسهابٍ
لا يقدره طرفنا الجميل الآخر
ويشعر أنه أمام طوفان لا يقدر عليه
. فيحمل خيمته من مجرى السيل
ويرحل إلى جانبي الوادي
خوفاً ورعباً من التورط في مساحة من الإخلاص
تحف بها الشكوك من كل جنباتها
مما يحتم علينا كبشر أن نقتصد في أجمل مشاعرنا
تجاه الآخر الذي لا يستوعب كم نحن إنسانيين
وتقف مشدوها وأنت تراه حاملاً خيمته
ويبتعد قليلاً عنك
وتجلس سانداً رأسك على كفيك لتفكر في- ماذا اقترفت؟.
إنها فلسفة الكون الجديد ،
فلسفة الكون المادي
الذي ينثر شكوكه في كل مفرداته،
ويسقط أضواءهُ السوداء التي تـُعـَـتـِّـم عليه
قاصدا بذلك إخفاء القدرةِ على قراءةِ التفاصيل الدقيقةِ
لأي علاقةٍ متلاصقةٍ مع الآخر.
إنها محاولة الحفاظ على خصوصيته
وحريته في المغادرة بأي وقت أراد
ولتكن مسميات هذه المغادرة أياً ما تكون
غدر.. خيانة… نداله و قلة ذوق ..بلطجة
…أي شيء أي شيء
إنه الضعف الإنساني الساقط على منحدر من زمن
وكلما مر الوقت تهاوى أكثر
وتدحرج تجاه قيعان الوحدة
فتصير الأحاسيس أكثر ضعفاً و وهنـــــاً
إلى أن يأتي يوم لنراها صريعة ً على القاع
ولا نملك مـَلـَكات إيزيس حتى نلملم تلك المشاعر
لنبعث فيها الحياة من جديد
وهناك نعيش حياتنا
كما يعيش عشرة روبوتات في معمل ٍ ياباني
كل يقوم بمهامه على أكمل الوجوه
ولكن بلا مشاعر
ولا مراعاة لشعور روبوت آخر مات إحساسه بنا
وماتت مشاعرنا تجاهه خلال رحلة الهبوط
ورويدا رويدا تطفو على سطح الحياة أللا إنسانيه
المقولة المتشائمة لسارتر …..
(لجحيم هو الآخر).
ويظل كل منا مسجون في جنته
متمنياً من يلمسه, من يبكى من أجله
من يضحك عليه حينما يتعثر …ثم،
ثم يمد يده إليه ليقيله من عثرته.
كم نحن بحاجة إليك أيها الآخر
كم نحن بحاجه إلى ملامتك لنا
وإلى كلماتك الدافعة لنا في الحياة
بحاجة إلى لمستك …
إلى نظرة لوم من عينيك
أو نظرة شوق….
إلى دفعة تردعنا
أو جذبه تشملنا وتعترينا.
أيها الآخر ربما تكون أنت الجنة