حينما نرشق جبال
الذكرى بحصوات النسيان

النسيان محاولة مجرد محاولة
لقتل شخص ما أو شيء ما بداخلنا
أما عن اتهامنا بالنسيان لمن هجرونا
فهو تجن واضح
المغادرة لا تعنى النسيان

فحينما نغادر من نحب تكون لدينا أسبابنا
التي ربما ترقى إلى درجه المحافظة
على ما تبقى من الحب ،
وهذا لا يعنى إطلاقا أننا نسينا
فالآخر يتعذب مثلنا ربما أكثر
ألا إذا كنا اخترنا مصاصا دماء
لنحبه وهنا يكون خطئنا في الاختيار
وأيضا هنا لا يكون لتعبير النسيان مكان
بل تحل محله آيات الحمد
على أننا تخلصنا منه إذا كنا اخترنا مصاصا للدماء فعلا
بل ونكون فى منتهى السعادة ،

نحن ننسى ما نستطيع نسيانه ..
ويبقى ما يعلق بذاكرتنا رغماً عنا ..
نوهم أنفسنا بأننا ننسى ..
لكن عندما نخلد للراحة والنوم ..
تدور سنوات عمرنا
كشريط متوال ٍ من الخيبات والضحكات ..
ترانا نبتسم ، ونذرف دمعة .. بنفس الوقت ..
فى محاولة أن نبدوا أقوياء
والقوة ليست بالضرورة مقياسا للسعادة
وربما تكون القوه مساعدا لحمل أثقال الماضي
الذي لم يذهب ولن يذهب
وتظل فقط محاولة للتحمل
ويظل الجرح - إن كان حرجا -
موجودا في قلوبنا من جراء
الهجر التي نتخطى مناقشته الآن
لنظل في رحاب النسيان
الذي هو - تبعا لرؤية بريئة- ردة فعل للهجر

إن النسيان غالبا يكون ظاهريا ومسرحيا فقط
لان النسيان مرهق ومن ماتت قلوبهم لا يستحقون أن نذرف دمعه عليهم ومن تعود على خداع الآخرين
لا يستحق أن نختاره رفيقا في رحلتنا
وإن حدث فعند اكتشافنا لهم لا ننساهم
إنهم لا يستحقون عناء النسيان
بل نلقيهم كما نلقى علب السجائر الفارغة
بعد أن تجرعنا ما بها من سم باختيارنا

والباحث عن النسيان كالباحث
عن الماء في كوكب لا يعترف بالظمأ !
نغادر أحدا أو يغــــــــــــــادرنا احد
ولكن يظل قابعا في ذاكرتنا
حتى لو قمنا بمساعدته في إعداد حقائبه
الم ندس له رسائلنا
في تنهيدة ما قبل المغادرة ؟
الم نأخذه في نزهة أخيرة
على شواطئ انهار اللؤلؤ
التي تنبع من عيوننا في مواسم المغادرة ؟
ألم نجهز له الحلوى
مدسوسة في نظرة عتاب أخيرة
مما يقض مضجعه في ليالي الفراق
ويعينه على التذكر بسرعة ؟
تلك الحلوى التي لا تدع له فرصة
لتذوق طعم شيء آخر في الحياة
وهنا نكون قد قمنا باختلاس جواز سفره
دون أن يشعر
وختمناه بتأشيرة العودة
متى قاربت حلوانا على الانتهاء

الم تلاحظوا أننا تكلمنا عمن نريد نسيانه
وكأنه بعض أشيائنا
آسف اقصد وكأنه كل أشيائنا
لنا كل الحق ، فحينما نحب
يصير هناك من هو كل أشيائنا
وتصير الثواني من بعده و كأنها سنوات
أما الحلوى فربما لها وظيفة أخرى
لها علاقة بداء السكري لو أنه أصر على الغياب
حقا إننا نرشق جبال الذكرى بحصوات النسيان