أحزان سيزيف

كم أنت نبيل أيها الحزن
يوم .. ويوم .. ويوم.. ونتعود عليك ونكون أعظم في حزننا
نكون أعظم في ندمنا على ما أضعناه بأيدينا
تبت يدي ….. تبت يدي
ما كنت اعلم انك ضاربه جذورك في أعماقي
حتى لا يمكنني انتزاعك أو التخلي عنك
أدمنتك ايها الحزن.. أدمنتك أيها الألم …….
وعلى كل الأحوال نعيش
وعلى كل الأشواك نمشى..
إنها مقدراتنا
نغنى أغنية حزينة حتى لو لم تكن كذلك
فنحن كمن يشترى قماشا مزركشا
ليجعل منه كفنا للحياة …
فأكفان الموت بيضاء
انظر الى امواج البحر
وكأنها جاءت من بعيد
لتضرب الشاطئ فى صدره بعتاب
لماذا غادرتنا وصرت شاطئا؟
وتغادر تاركة دمعاتها تبلل مشاعره
وتاركة أصدافها ترصع صدره…..
مرصعه رمالك ايها الشاطئ الحزين
لماذا غادرت بحرك وصرت شاطئا حزينا
تسمع ضحكات العشاق وهمساتهم
بعد ان صرت رمالا …مجرد رمال
لماذا غادرت فأصبحت مواتا ملقى على حواف المدن
تتوشح اللون الأصفر لون موات الحياة
تستقبل العشاق حين تهدا حبيبتك قليلا…
وتنحسر قليلا .. وتصير مقتولا قليلا
أيها الحزن العبقري كم أعشقك
فأنت الصلة بين بحري وبيني
…. بين بعضي وبعضي
أيها الحزن الجميل فلتدثرني من برد الوحدة
ولتكسوني بسوادك
لأكون فى لون الليالي التي تمر وأنا بعيد
قدرى ايها البحر الجميل ان اغادرك
قدري أن أعيش كذرات من رمال على شواطئ المدن
أحببتك أمواجا متلاحقة تلاطم قلبى طوال النهار
و تـُـفتت أجزائي طوال الليل
حين يهدا الكون وتغادرنا الحياة ولا يتبقى إلا أنت
هل تعلم يا بحري الجميل حكاية سيزيف .؟
فقد حكمت عليه الآلهة أن يدحرج حجرا ضخما
إلى أعلى الجبل
وكلما وصل إلى القمة تهاوى الحجر الى القاع
ليحاول سيزيف من جديد
الفرق يا بحر أن سيزيف حاول أن يمتثل لرغبه الآلهة
أما أنا فمشكلتي احتراف الحزن والتمرد