إحتراف
مازلت سيدتي تحترف بناء مدن التيه
فها هي تضعني في متاهة تعبت من السير فيها ومنحدراتها لا تتيح لي فرصة التوقف
ستون عاما وأنا أجوب مدن النساء
عشرون منها أراقبهن من نافذة أبي
حيث نوافذها من زجاج الأعراف
وتغطيها ستائر الشرع والدين
وأربعون منها سيراَ على الأقدام
وعرفت كم من العناد يمتلكن
أعني كم يتملكهن العناد
ويحترفن رفع حاجبهن الأيسر
وامتعاض الشفتين
ولا يملك أي رجل فى الوجود
مقاومة امرأة
وضعته فى مرمى سهمها المشدود
الذى غالبا ما ينطلق
رغبة منها فقط
في أن يمشي على أرضها هوناَ
لتتفرسه جيداَ

فإن راق أهلا ومرحبا
والا فلتكمل لوحاتها
على جدران مدنها بدماء قلبه النازف
وأنا ككل الرجال الذين بلغوا من العمر اسخفه
أمتلك من الجبن كـــمَّـاً لا أحسد عليه
فكنت أدلف إلى رأسها وأخرج في صمت
حاملاً ألآف الأفكار لمقالات لم أكتبها
وملاحظات لا أجرؤ حتى على صياغتها
إلى أن تم القاء القبض علي ذات تجوال في عقلها
وبطرف سبابتها تعلمت درساً قاسياً
فقد لمستِ وترا يصدر صوتاَ لا يمكن للجميع سماعه
فقط نحن الآباء
فعندما تكون أباَ عاشقاَ لأبنائك وللحياة
تتسع مساحة الترددات التي يمكنك سماعها
فتسمع نظرة ابنتك نعم أسمعها
أسمع ابتسامتها
وأسمع جيدا ما تقوله كف يدها لرأسها
حينما تستند إليه
ما زلت أنا الحبيب الذي تهيم به
فتجيء لترتمي بين أحضاني وتثير نقاشات اعرف انها ما قصدت منها سوى أن أفتح أبواب قلبي لتدلف الى أماكنها التى تتخيل أنها كانت
ولكنها مازالت مساحات خالية
لا يملؤها إلا هي